الاثنين، 5 يوليو 2010

المرج الأخضر


عندما كانت تتفاقم سخافات البشر وتعلوا انتقاداتهم وتحيطه افواههم بالصياح ..وعندما كان الصغار يمنعونه من لعب الحجلة معهم ..عندما كان المعلم يعنفه لأنه لم يقم بواجبه..


عندما كان يحزن أو يبكي أو يغضب أو تحيطه الهموم كغيوم تخنق...كان يسارع للمرج القريب ..يستنشق أنفاساً شفافة ويودع كل هموم اليوم..


كان المرج الأخضر يساعده على استقبال الغد و بعد الغد ..كان المرج الخالي من كل بشر العالم ،يمتلئ بزهور وطيور وحشائش خضراء تتسلل من بين أجمل صخر الكون..ديدان وفراشات،شرانق ما زالت في طور التكوين ..




كان المرج الأخضر كالدنيا في أول سنواتها




كذب،حقد،كره ونميمة كلمات سود لم يسمعها في المرج الأخضر...


كان يجلس..يفترش حشائشه ويتأمل ابداع الخالق .....فتذوب كل مشاكله ويعود رقيقاً منتعشاً ليكمل مسيرة سنوات العمر.


الآن وبعد مرور السنوات..سنوات لم يتخللها جلوس في المرج الأخضر أو حتى رؤيته.




فالمرج الأخضر في البلدة..وهو الآن بعيد في مدينة لا تحتضن أي مروج خضراء..


الآن كم يشتاق لجلسته في المرج ..لديه هموم كتلال ومشاكل تشغل كل مساحات النفس..يتمنى لو يلقيها في المرج الأخضر..




ولكن في داخله خوف أكبر..


أن يعبر ساعات السفر المحدودة للبلدة فيجد أن المرج الأخضر أضحى طيفاً في ذاكرته..




(لكل منا مرج أخضر يخاف أن ينفض التراب عنه فيكتشف أن الصورة التي رسمها في خياله كانت أجمل بكثير)